Wednesday, 28 August 2013

ما معنى كلمة "تكنولوجيا" وما المقصود بتكنولوجيا المعلومات ؟

كتبها المدون / عبد الرحمن جمال

عزيزي ! قد تبدو لك هذه المقالة طويلة من الوهلة الأولى ولكنها ليست كذلك ، فقط إبدأها وعش مع تسلسلها ولن تحس بطولها .

قبل أن أدخل في صلب الموضوع أحببت أن أخبركم أن هذه هي أول مقالة أكتبها على مدونتنا هذه ، وقد فكرت ملياً وأنا أختار الموضوع الذي سأبدأ به ويكون له شرف إفتتاح المدونة ، فخطر ببالي أن مدونتنا متخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات ، ورأيت أنه من الحكمة أن أبدأ بمقال للتعريف بهذا المصطلح وأصله واستخداماته ، لأني لاحظت أن كثيرين لا يعرفون ما المقصود بالتكنولوجيا ويخلطون بين تكنولوجيا المعلومات وأنواع التكنولوجيا الأخرى ، فعلى سبيل المثال لاحظت أن بعض أصحاب المواقع يصف موقعه بأنه يتحدث عن التكنولوجيا فإذا تفحصت مواضيعه وجدته يتحدث فقط عن تكنولوجيا المعلومات ، فهو ربما لا يدرك أن التكنولوجيا تصنف إلى عدة مجالات أو على الأرجح أنه لا يعرف ما معنى كلمة تكنولوجيا ، أو ربما يكون متبعاً لهذا العرف السائد أن تذكر التكنولوجيا ويراد بها تكنولوجيا المعلومات ولكني أُفضِّل التفريق لأن هذا العرف مخالف تماماً للمنطق ، إقرأ هذه المقالة وستفهم قصدي .

أعزائي ! إن كلمة "تكنولوجيا" هي في الأصل تعريب للكلمة الإنجليزية "Technology" وهذه الكلمة الإنجليزية هي في الأصل كلمة يونانية وهذه الكلمة اليونانية هي في الأصل كلمة مركبة من كلمتين الأولى "techno" وتعني الفن أو الصناعة أو المهارة ، أما الثانية فهي "logy" وتعني علم .

وأثناء البحث وجدت أن لكلمة "تكنولوجيا" مرادفتان عربيتان هما "تقنية" و "تقانة" ، ورأيت أن البعض يفضل إستخدام كلمة "تقنية" لأنها أكثر عروبة من كلمة "تكنولوجيا" ولكني فضلت إستخدام كلمة "تكنولوجيا" لأنها الأكثر شيوعاً وذلك لأسباب يعرفها المسوقون ، وربما نناقش هذه النقطة في قسم التجارة الإلكترونية - إن شاء الله .

الآن أعزائي الكرام دعونا نعرف سوياً ما المقصود ب"التكنولوجيا" ، فعند البحث وجدت لها الكثييير من التعريفات ولكنها في الحقيقة لا تختلف كثيراً من حيث المعنى وإنما تختلف فقط من حيث التعبير اللفظي ، وحتى لا أطيل عليكم بعرض كل هذه التعريفات ولأني أردتها مقالة مختصرة فقد إستخلصت تعريفاً وصغته بتعبيري الخاص وهو أن التكنولوجيا هي : "التطبيق العملي للمعرفة العلمية بغرض الحصول على نتائج تساعد على تطور الحياة من كل النواحي كتوفير الوقت والجهد والمال" .

هذا هو بكل بساطة تعريف التكنولوجيا عموماً ، سأشرح لكم هذا التعريف ببعض الأمثلة ، فإذا أخذنا مثلاً "السيارة" ، فالسيارة هي تطبيق عملي لبعض النظريات العلمية في مجالات مختلفة بعضها في علم الفيزياء وبعضها في علم الكيمياء وغيرها ، فقد حصلنا من هذا التطبيق العملي الذي هو "السيارة" على نتائج ساعدت على تطور حياة الإنسان فوفرت له الجهد والوقت وربما المال أيضاً ، أليس كذلك ؟!

دعونا نأخذ مثالاً آخر ألا وهو "جهاز الكمبيوتر" ، هذا الجهاز هو أيضاً عبارة عن تطبيق عملي لبعض النظريات العلمية ، وبالتالي حصلنا منه على نتائج أدت إلى تطور كبير جداً في حياة الإنسان فوفر لنا الجهد والوقت وربما المال .

أعزائي ! كل ما سبق كان عن التكنولوجيا بصورة عامة ، ولكنها يمكن أن تصنف إلى عدة مجالات مختلفة عن بعضها تماماً كتكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا الطبية والتكنولوجيا الزراعية وغير ذلك من التصنيفات بحسب المجال والإستخدام .

أما المجال الذي سيكون موضوعنا على هذه المدونة هو مجال "تكنولوجيا المعلومات" فقط  .


فما المقصود إذاً بتكنولوجيا المعلومات ؟

قبل تعريفها فإن تكنولوجيا المعلومات لها إختصار متفق عليه عالمياً وهو "IT" وهو مأخوذ من "Information Technology" .

أيضاً وجدت لهذا المصطلح الكثير من التعريفات التي تختلف فقط من ناحية التعبير اللفظي وتتفق من حيث المعنى .

ولكني سأكتفي بوضع تعريف صغته بتعبيري الخاص وراعيت فيه البساطة ، وبناءً على تعريفنا للتكنولوجيا بشكل عام في بدايات المقال فإننا يمكن أن نعرف تكنولوجيا المعلومات بأنها هي : "التكنولوجيا المتعلقة بالمعلومات والتي تساعد على تطوير أنظمة التعامل مع المعلومات ومعالجتها بمختلف أنواع العمليات كالجمع والتخزين والتصنيف والبحث والترتيب والإرسال وغيرها من العمليات التي تنفذ على المعلومات"

ولتوضيح هذا التعريف فإن أشهر إستخدام لتكنولوجيا المعلومات هو "جهاز الكمبيوتر" حيث كان السبب الأساسي لإختراعه هو تسهيل التعامل مع المعلومات والبيانات ، وقد كانت البداية هي بإختراع "الآلة الحاسبة" وهي وإن كانت محدودة الوظائف فإنها تعتبر بداية التطور في عالم تكنولوجيا المعلومات ، وجاءت بعدها الحواسيب ، وتوالت بعد ذلك الإختراعات والتطورات في أنظمة التعامل مع المعلومات ، حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن من سهولة بالغة جداً في التعامل مع المعلومة ، حتى هذه الهواتف النقالة هي تعتبر من التطور في تكنولوجيا المعلومات ، أيضاً هناك الأقمار الإصطناعية والقنوات الفضائية ، و لا ننسى هذا "الإنترنت" الذي يعتبر من أعظم الثورات في عالم تكنولوجيا المعلومات .

ولا يزال التطور مستمراً في تكنولوجيا المعلومات ، لذلك فنحن نتوقع مستقبلاً خالياً من الأوراق تماماً ، لا دفاتر لا شيكات لا فاكسات لا صحف وغير ذلك من تلك الأوراق التي يسهل الإستغناء عنها في هذا العالم الرقمي .

أيضاً مما يمكن أن يضاف إلى هذا الموضوع أنك قد تجد في بعض الشركات الكبرى قسم يسمى "قسم تقنية المعلومات" فإذا وجدته فاعلم أنه القسم المهتم بالشبكات والبرمجيات تصميماً وإدارةً ومراقبةً وحمايةً وصيانةً وغير ذلك .

الآن أعزائي الكرام أظنكم عرفتم ما هو موضوع مدونتنا هذه ، فكل ما له علاقة بالتكنولوجيا المعلوماتية يمكنه أن يكون من ضمن مواضيعنا سواءً كان أداةً أو تطبيقاً أو غير ذلك .

وفي ختام هذه المقالة أعزائي الكرام أحب أن أذكركم بأنه يجب علينا أن نحمد الله ونشكره على هذه النعمة العظيمة ، فإن التكنولوجيا قد وفرت لنا جهداً كبيراً كان سيُبذل ووقتاً كثيراً كان سيُهدر . فلله الحمد أولاً وآخراً !

وأنا أستغرب بكل صراحة من أولئك المتشددين الذين يستنكرون هذا التطور ، فقد سمعت أحد الخطباء على المنبر يقول ( لقد أصبنا في هذا الزمان بداء العصر إنه "التكنولوجيا") ، يصف التكنولوجيا بأنها داء العصر ، لأنه رأى أن البعض يستخدمها في ما لا يرضي الله ، كما يفعل بعض أصحاب القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية ، ولكن هذا لا يعني أنها هي الداء ، إنما الداء في من أساء استخدامها ، لأننا نرى بالمقابل أن البعض يستخدمها في ما يرضي الله ، ومثل هذا الخطيب يناقض نفسه لأن هذا الميكروفون الذي يتحدث به هو من التكنولوجيا ، أليس كذلك ؟!

أشكركم أعزائي وعذراً على الإطالة وإلى اللقاء في مقالة أخرى ومع موضوع جديد .

لا تنس مشاركة الموضوع مع أصدقاءك والإنضمام إلى الصفحة الرسمية لمدونتنا على الفيسبوك